الرئيس ميقاتي يحذّر من تفلّت الأمور نحو الأسوأ: القصف على الضاحية الجنوبية هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة

رأس رئيس الحكومة نجيب  ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السرايا صباح اليوم، شارك  فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الإتصالات جوني القرم، الصحة فراس الأبيض، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الأشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والإقتصاد أمين سلام. كما شارك المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.

في ختام الجلسة تحدث وزير الإعلام زياد مكاري فقال:

استهل دولة الرئيس الجلسة بالقول: مسؤوليتنا الوطنية استدعت عقد اجتماع استثنائي للحكومة للتصدي للعدوان الإسرائيلي وإدانة الإغتيال وقتل الأطفال ومواكبة التطورات الأمنية التي حصلت مساء أمس ونقلت الوضع من حالة الإشتباك إلى وضعية الخطر المفتوح على مخاوف كبيرة، من خلال استهداف العاصمة بإعتداء إسرائيلي سقط بنتيجته ضحايا أبرياء، وكأن لبنان أضحى ساحة للحرب والقتل والدمار.

وكنت أتمنى لو أن الوزراء المقاطعين شاركوا في الجلسة اليوم، لأن نهج المقاطعة غير مفيد في هذا الظرف الخطير.

أضاف: هنا بيروت تقصف وتُغتال فيها العدالة الإنسانية، وهناك الجنوب لا يزال تحت القصف والحرق والقتل والتهجير وتدمير البلدات، على مشهد من العالم، وكأن كل ما يحصل من إجرام هو مجرد حادث.

وقال دولته: إننا ندين بقوة هذا الإعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، ونرفع الصوت محذرين من تفلت الأمور نحو الأسوأ، إن بقي العدو على رعونته وجنونه الإجرامي القاتل. ونتوجه بالتعزية من أهل الضحايا ونأمل أن تتوقف حالة القتل، متسائلين عن سبب هذا التطور ومتخوفين من تفاقم الوضع إن لم تسرع الدول المعنية وكل المجتمع الدولي للجم هذا التفلت الخطير.

أضاف دولته: كما ندين بقوة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونرى في هذا العمل خطراً جدياً بتوسع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة. كما نتقدم بالتعزية من أهالي ضحايا مجدل شمس العربية في الجولان المحتل.

وقال دولة الرئيس: ندعو العالم، الشاهد على جرائم إسرائيل، الى إجبارها على وقف إطلاق النار والإلتزام بالقرارات والقوانين الدولية وعلى تنفيذ القرار 1701 وكفى أن يكون العالم شاهداً على إجرامها وخروقاتها التي تجاوزات عشرات الآلاف.

وقال دولته: ندائي الى اللبنانيين، أن نتكاتف جميعاً ونكون قادرين على إثبات وحدتنا و تأكيد تضامننا مع أهلنا ورفضنا لأي اعتداء يطال أي منطقة من لبنان. إننا نطالب فوراً بتنفيذ القرار 1701 كاملاً وبحذافيره، وندعو المجتمع الدولي ووسطاء السلام إلى أن يكونوا شهوداً للحق ويدينوا الباطل ويعملوا في سبيل الأمن والإستقرار. سنبقى على تواصل دائم مع أصدقاء لبنان والإخوة العرب لمنع تفاقم الأمور، والعمل من أجل الحؤول دون تفاقم الأوضاع التي تنذر بأخطار حادة ستكون إنعكاساتها كبيرة.

وختم دولته: القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت، هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة والتفاهمات، ونحن سنبقى نعمل في سبيل إنقاذ بلدنا وحماية مجتمعنا من أي خطر، مؤكدين أن لبنان لا يريد الحرب بل الحفاظ على كرامة أبنائه وسيادته على الأرض والبحر والجو، من دون أي تهاون بحقوقه.

وأشار وزير الإعلام الى أن جلسات الحكومة ستبقى مفتوحة لمواكبة أي تطور.

أسئلة وأجوبة

سئل: هل تتوقعون رداً عنيفاً من "حزب الله"؟

أجاب: هذه تكهنات وبالتأكيد فإن المنطق العسكري يقول أنه سيكون هناك رد من "حزب الله"، ولكن كيف سيكون الرد فلا نعرف.

سئل: ألم يكن مجدياً حضور الوزراء المقاطعين لهذه الجلسة الإستثنائية؟

أجاب: في الحقيقة كان من الضروري أن يحضروا، وأنا بالنسبة لقضايا أقل أهمية كنت أقول أن عدم الحضور فيه قلة مسؤولية، ولا يجوز، في ظل هذا الوضع السيئ والخطير والدقيق في لبنان، ألا يحضر الوزراء المعنيون بما فيهم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة. هذا أمر لا يجوز، فهم مدعوون كل يوم للحضور، وبالتأكيد هناك تواصل معهم وفي الحقيقة هناك أمور تكون أكبر من السياسة.

سئل: من خلال الإتصالات الدبلوماسية التي يجريها الرئيس ميقاتي هل هناك من تطمينات؟

أجاب: الإعتداء لم يمر عليه بعد أكثر من 12ساعة وهناك حركة دبلوماسية كثيفة تشهدها السرايا، وكلها تصب باتجاه التهدئة بشكل واضح وصريح.

سئل: كلام الرئيس ميقاتي في الجلسة يوحي بأن الأمور متجهة الى المزيد من التصعيد؟

أجاب: ليس هناك مؤشرات، بل منطق للأمور نعرفه جميعاً في لبنان، فالجميع متخوفون من حصول حرب وهذا أمر طبيعي، وكذلك من الطبيعي أن تجتمع الحكومة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

سئل: هل لبنان على جهوزية في حال تطورت الأوضاع؟

أجاب: خطة الطوارئ التي وضعت في 8 تشرين الأول الماضي تتابع من قبل اللجنة التي تعقد اجتماعات بشكل متواصل، والآن ستكثف اجتماعاتها ومبدئياً نحن في حال جهوزية، ولكن هناك بعض الأمور التي لها علاقة بالنزوح إذا ما حصل وهي في طور المتابعة.

سئل: هل هناك من تطمينات من ناحية الحزب أو إسرائيل بعدم حصول مواجهة مفتوحة؟

أجاب: أعود وأكرر أن هناك حادثتين كبيرتين حصلتا، الأول هو الإعتداء على الضاحية الجنوبية وهذا أمر ليس بسيطاً بالنسبة للبنان، كما أن هناك عملية اغتيال اسماعيل هنية في طهران، مما يعني أن الأمور معقدة ولا يمكننا التكهن بما يمكن أن يحصل. الإحتمالات مفتوحة.

سئل: هل سيتقدم لبنان بشكوى الى مجلس الأمن؟

أجاب: بالطبع سنتقدم بشكوى، وهناك جهد جدّي على صعيد الحركة الديبلوماسية التي تشهدها السرايا.

سئل: هل تبلغتم من الحزب ما إذا كان ردّه سيكون عنيفاً؟

أجاب: هذا الموضوع أضعه في إطاره العسكري البحت.

الرئيس ميقاتي: ندعو الإتحاد الأوروبي لحل ملف النازحين ونرفض أن يصبح لبنان وطناً بديلاً

عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين اجتماعاً ثلاثياً في السرايا اليوم وذلك في إطار زيارة رسمية للبنان تستمر عدة ساعات.

وكان الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية وصلا الى لبنان صباحاً قادمين من قبرص واستقبلهما رئيس الحكومة في المطار، وتوجّها من هناك إلى السراي الحكومي حيث أقيمت لهما مراسم الإستقبال الرسمية.

بعد ذلك عقد الرئيس ميقاتي والرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية اجتماعاً ثلاثياً أعقبته محادثات موسعة شارك فيها عن الجانب اللبناني وزراء الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الدفاع العميد موريس سليم، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة، قائد الجيش العماد جوزف عون، سفير لبنان لدى الإتحاد الأوروبي فادي الحاج علي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، مستشارا الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.

وعن الجانب القبرصي شارك في المحادثات وزيرا الخارجية كوستاندينوس كومبوس والداخلية كوستانتينوس ايوانو، سفيرة قبرص في لبنان ماريا حاجي تيودوسيو، الناطق باسم الحكومة قسطنطينوس ليتمبيوتيس، ومدير المخابرات تازوس تزيونيس.

وعن الجانب الأوروبي شاركت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دي وال، والمستشار الديبلوماسي فرناندو اندرسن غويماريس.

لقاء صحافي

في ختام المحادثات عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين لقاءً صحافياً مشتركا.ً

وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: سعدنا هذا الصباح باستقبال فخامة رئيس جمهورية قبرص السيد نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية السيدة أورسولا فون دير لاين، وعقدنا إجتماعاً مثمراً عرضنا في خلاله  العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الإتحاد الأوروبي لا سيما قبرص، والأوضاع في المنطقة والوضع المأسوي في غزة والإعتداءات الإسرائيلية. وجددت دعوتي الإتحاد الأوروبي والعالم الى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل على إرساء حل نهائي شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وكررنا دعوتنا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان.

خصصنا القسم الأكبر من الإجتماع لبحث ملف النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الإتحاد الأوروبي لمعالجة هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة.

وفي هذا الإطار عبرّنا أولاً عن تقديرنا لتفهّم بعض دول الإتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير لطلب الحكومة اللبنانية، إعادة النظر في سياسات الإتحاد الأوروبي المتعلقة بإدارة أزمة النازحين السوريين في لبنان. وهذا الموقف يترجم بزيارة فخامة الرئيس والسيدة رئيسة المفوضية الأوروبية.

إن لبنان تحمّل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام 2011، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع استضافة النازحين، مع ما شكله هذا الملف من ضغط كبير على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية. وكنا حريصين دوماً على التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الأوروبية والدولية في هذا الملف، إلا أن الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصاً وأن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الإقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية. والأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين السوريين، وبينهم وبين بعض المجتمع اللبناني المضيف نتيجة الأحداث والجرائم التي ارتفعت وتيرتها وباتت تهدد أمن لبنان واللبنانيين واستقرار الأوضاع فيه.

ولا يفوتني في هذا اللقاء أن أذكّر بما طرحته في كل الإجتماعات واللقاءات الدولية التي أعقدها، ولا سيما مع الإتحاد الأوروبي، حيث كنت أحذر من أن كرة النار المرتبطة بملف النازحين لن تنحصر تداعياتها في لبنان، بل ستمتد الى أوروبا لتتحول الى أزمة اقليمية ودولية. ونحن على قناعة ثابتة بأن أمن لبنان من أمن دول أوروبا والعكس، وإن تعاوننا الجدي والبنّاء لحل هذا الملف يشكل المدخل الحقيقي لاستقرار الأوضاع، مع الأخذ بعين الإعتبار الإحترام المتبادل والتعاون المثمر والوعي الأوروبي والدولي للحفاظ على الخصوصية اللبنانية التي تشكل قيمة معنوية للشرق والغرب.

إننا نرفض أن يتحوّل وطننا الى وطن بديل، وندعو أصدقاءنا في الإتحاد الأوروبي الى الحفاظ على قيمة لبنان والمضي في حل هذا الملف جذرياً وبأسرع وقت، انطلاقاً من المعرفة المتبادلة بيننا وبين الإتحاد الأوروبي ودول العالم بأن مدخل الحل سياسي بامتياز.

وفي رأينا، انطلاقاً من واقع سوريا حالياً، أن المطلوب كمرحلة أولى الإقرار أوروبيا ودولياً بأن أغلب المناطق السورية بات آمناً ما يسهل عملية إعادة النازحين، وفي مرحلة أولى الذي دخلوا لبنان بعد العام 2016 ومعظمهم نزح الى لبنان لأسباب اقتصادية بحتة ولا تنطبق عليهم صفة النزوح.

في هذه المناسبة نجدد مطالبة الإتحاد الأوروبي، بما كررناه على الدوام، من أن المطلوب دعم النازحين في بلادهم لتشجيعهم على العودة الطوعية ما يضمن لهم عيشاً كريماً في وطنهم. وإذا كنا نشدد على هذه المسألة فمن منطلق تحذيرنا من تحوّل لبنان بلد عبور من سوريا الى أوروبا، وما الإشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية إلا عينة مما قد يحصل إذا لم تعالج هذه المسألة بشكل جذري.

فخامة الرئيس، حضرة رئيسة المفوضية الأوروبية

إن لبنان يقدّر للإتحاد الأوروبي موقفه الجديد بدعم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان لتمكينها من ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها في منع الهجرة غير الشرعية من لبنان وإليه، ودعم المجتمعات اللبنانية ذات الحاجة، وفي الوقت ذاته تخصيص جزء من الدعم لتحفيز العودة الطوعية للنازحين السوريين.

مجدداً أرحب بضيوفنا الكرام وبإذن الله سيكون تعاوننا دائماً ومستمراً لما فيه نهضة بلداننا وأمنها واستقرارها ورفاهية شعوبها.

رئيسة المفوضية الأوروبية

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في كلمتها: دولة الرئيس نجيب ميقاتي، أشكركم على الترحيب بالرئيس خريستودوليدس وبي هنا اليوم في بيروت.

لبنان بلد جميل ومتنوع ونابض بالحياة، مليء بالطاقة والإمكانات. إلا أنّه يواجه تحديات كبيرة محلياً، ونتيجة للتوترات والحرب في المنطقة. إنّنا نتفهم ذلك، ونحن هنا أولاً وقبل كل شيء لنقول إنَّ الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان وشعبه بقوة. ونريد أن نستكشف سبل تعزيز تعاوننا. وكانت هذه أيضاً الرسالة الواضحة للقادة الأوروبيين في قمتنا الأخيرة. واليوم نحن هنا، بروحية عمل أوروبية موحدة، لنعيد تأكيد هذه الرسالة.

ناقشنا اليوم كيفية تعزيز علاقاتنا السياسية والإقتصادية، ودعم أمن لبنان واستقراره.

وللتأكيد على دعمنا، أودُّ أن أعلن عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى عام 2027. ونحن نريد أن نساهم في الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي في لبنان.

أولاً، من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الإجتماعية والصحة للشعب اللبناني.

ثانياً، سنواكبكم في المضي قدماً بالإصلاحات الإقتصادية والمالية والمصرفية. وهذه الإصلاحات أساسية لتحسين الوضع الإقتصادي العام للبلاد في المدى الطويل. ومن شأن ذلك أن يسمح لبيئة الأعمال والقطاع المصرفي باستعادة ثقة المجتمع الدولي، وتالياً تمكين القطاع الخاص من الإستثمار. إنَّ لبنان في حاجة إلى قوة دفع اقتصادية إيجابية لإتاحة الفرص لشركاته ومواطنيه.

ثالثاً، الأمن والإستقرار هما أيضاً أساسيان للإستثمار. وسندعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى. وسيركز هذا البرنامج أساساً على توفير المعدات والتدريب لإدارة الحدود. إلى ذلك، سيكون من المفيد جداً للبنان أن يبرم ترتيبات عمل مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، خصوصاً بشأن تبادل المعلومات والوعي بالأوضاع.

رابعاً، ولمساعدتكم في إدارة الهجرة، نحن ملتزمون بإبقاء المسارات القانونية مفتوحة إلى أوروبا، وإعادة توطين اللاجئين من لبنان إلى الإتحاد الأوروبي. في الوقت نفسه، نعوِّل على حُسن تعاونكم لمنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين.

أخيراً، نتفهم التحديات التي يواجهها لبنان نتيجة استضافة اللاجئين السوريين ونازحين آخرين. ومن الأساسي ضمان رفاه اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة. فمنذ عام 2011، دعم الإتحاد الأوروبي لبنان بمبلغ 2.6 مليار يورو – ليس فقط للاجئين السوريين، وإنما أيضاً للمجتمعات المضيفة، وسنستمر في دعمكم.

إلى ذلك، سننظر في كيفية جعل مساعدة الإتحاد الأوروبي أكثر فاعلية. ويشمل ذلك استكشاف كيفية العمل على نهج أكثر تنظيماً للعودة الطوعية إلى سوريا، بالتعاون الوثيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. في الوقت نفسه، ثمة حاجة إلى تعزيز الدعم من الأسرة الدولية لبرامج الإغاثة الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا.

أودُّ أن أختم كلمتي بالتركيز على النزاع في غزة وتأثيره على لبنان. إنّنا نؤيد تأييداً تاماً جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. وقد زدنا للتو مساعداتنا الإنسانية المكثفة لغزّة. ففي نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى عملية سلام تقود نحو حل الدولتين. إنّه الحل الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام والإستقرار الدائمين في الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، يجب أن نواصل العمل من أجل تخفيف حدة النزاع. فنحن نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتقلّب في جنوب لبنان. فما هو على المحك هو أمن كلٍّ من لبنان وإسرائيل، ولا يمكن فصل الإثنين عن بعضهما.

لذلك ندعو إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. ويجب أن يشكل هذا جزءاً من تسوية دبلوماسية مُتفاوَض عليها. وهنا أيضاً، الجيش اللبناني أساسي، والإتحاد الأوروبي مستعد للعمل على كيفية تعزيز قدراته.

دولة الرئيس،

في الختام، اسمحوا لي أن أؤكد لكم أنَّه يمكنكم الإعتماد على دعم الإتحاد الأوروبي المستمر للبنان وشعبه. إنَّ الروابط بين لبنان وأوروبا عميقة وقوية. وهذه الروابط هي التي ستستمر في دفع تعاوننا.

رئيس قبرص

وقال رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس في كلمته: نشكر الرئيس ميقاتي على حسن الإستقبال الذي يتميز به لبنان، لبنان وقبرص جاران قريبان ونتشاطر علاقات ثنائية حارة وحميمة، وأنا أشعر وكأنني في بلدي، ويشرفني أن أكون جزءًا من هذا اليوم التاريخي لأنه يوم تاريخي بالفعل، وأشعر بسرور كبير أنه بعد إجراء مشاورات ذات صلة، أن أكون هناك مع الرئيسة فندرلاين وأن نعلن عن حزمة شاملة للبنان وللشعب اللبناني، لقد ذكرت رئيسة المفوضية أن الحزمة تتضمن مساعدات للشعب اللبناني وللجيش اللبناني والأجهزة اللبنانية، وأيضاً لمكافحة التهريب وإدارة الحدود ومراقبتها وللإقتصاد اللبناني وغير ذلك، أنا على ثقة بأن هذه الحزمة التي نعلنها اليوم سوف تعزز قدرة السلطات اللبنانية على مواجهة التحديات المختلفة، بما في ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية وضمان سلامة المواطنين، وأيضاً مكافحة تهريب الأشخاص ومتابعة مكافحة الإرهاب.

أضاف: أود أن أشكر العزيزة أرسولا على قيادتك، وإن استشرافك وعملك الحاسم كانا أساسيين لضمان ترجمة هذه الحزمة على أرض الواقع وعلى الإعلان عنها بسرعة، لأن التطورات في منطقتنا تحتم على الإتحاد الأوروبي الإستجابة في وقت حساس جداً، دعوني أكون واضحاً أن الزيارة اليوم والإعلان ليسا مهمين فقط من ناحية المحتوى بل إنهما مهمان أيضاً لناحية الرمزية، فاليوم إن الرئيسة أرسولا هي أول رئيسة للمفوضية تزور لبنان، إذاً هناك رمزية لهذه الزيارة، وهي أن الإتحاد الأوروبي حاضر بفاعلية وسوف يستمر بحضوره ودعمه للبنان، واليوم نحن نأخذ خطوة بالغة الأهمية لنجعل لبنان أقوى، كما أننا نتخذ خطوة مهمة من أجل أن نعزّز الروابط أكثر بين الإتحاد الأوروبي ولبنان حتى نتمكن من معالجة المشاكل بشكل أفضل للتحديات المشتركة. إن قبرص وأنا شخصياً كنت من أقوى الداعمين لتعزيز العلاقات بين الإتحاد الأوروبي ولبنان، واليوم يسرني ويسعدني أن نكون ماضين قدماً في هذا الإتجاه".

نظرنا الى قربنا الجغرافي فقد استغرقت الرحلة 25 دقيقة، إن قبرص تفهم بشكل عميق المشاكل والتحديات التي يواجهها لبنان، فتداعيات هذه التحديات والمشكلات تؤثر على قبرص مباشرة وكذلك على الاتحاد الأوروبي. إن النزاع الطويل في سوريا له آثار سلبية متزايدة على لبنان وشعبه، وفي حين بأننا نشيد بالحكومة اللبنانية لاستضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين منذ أكثر من 12عاماً فإننا أيضاً وفي الوقت نفسه ندرك تماماً التحديات الكبيرة والضخمة التي يرتبها هذا الوجود على الإقتصاد والمجتمع، وأود أن أؤكد لكم أن جهود لبنان لا تؤخذ كأنها تحصيل حاصل، وأريد أن أؤكد أيضاً أنه لا يمكننا أن نستمر في العمل وكأن كل شيء على ما يرام، إن هذه المسألة والمشكلة طويلة ويجب معالجتها بشكل فعال وحاسم وشامل، دعوني أن أكون واضحاً. إن الوضع الحالي ليس مستداماً للبنان ولقبرص وللإتحاد الأوروبي، ولم يكن مستداماً لسنوات ولكن التطورات خلال الأشهر الأخيرة أجبرتنا على السعي الى حلول فورية، وأوافق تماماً أنه يجب علينا أن نعمل بشكل أوثق وبشكل أكثر موسع مع شركائنا ومع مفوضية اللاجئين، لكي نناقش مسألة العودة الطوعية، ولكن ليس فقط ذلك، فإن الوضع في بعض المناطق في سوريا يجب إعادة النظر فيه، أنا أكرر أن هذا اليوم هو يوم تاريخي. من المهم أيضاً أن نقر أن الوضعية الحالية لا يمكن أن تكون مستدامة، وبأن السلام والإزدهار والإستقرار في لبنان سيتحقق إن وفينا بالتزاماتنا جميعاً. وأشدد في هذا السياق على أهمية العمل بشكل فعال لنعيد إطلاق النقاشات من أجل التوصل إلى خلاصات أولويات الشراكة بين الإتحاد الأوروبي ولبنان، وأيضاً تسهيل التعاون على المستويين التشغيلي والفني بين لبنان ووكالة "فرونتسك"، وأيضاً تنفيذ الإصلاحات الضرورية والعميقة بما يتلاءم مع مطالبات صندوق النقد الدولي، وأيضاً لمعالجة المسائل المتعلقة بالمساءلة، والأهم أننا في قبرص سنستمر في أن نكون داعمين لجهود لبنان. فقبرص ستدعم جهود لبنان من أجل انتخاب رئيس جديد، وهذا التطور سيشكل رسالة قوية سياسية ورمزية للتغيير وللمضي قدماً، وأنا متأكد بأن لبنان سيقوم بما عليه ونحن سنقوم بما علينا.

إن لبنان أكثر سلاماً واستقراراً وأكثر ازدهاراً أساسي لكل منطقة شرق المتوسط والجوار القريب والإتحاد الأوروبي نفسه. وأنا مؤمن كثيراً بلبنان، وقد زرته الكثير من المرات عندما كنت وزيراً للخارجية والآن كرئيس للجمهورية، وأنا أؤمن تمام الإيمان بلبنان وبالقدرة التي لا حدود لها لشعبه. فللبنان وقبرص علاقات تاريخية وقد دعما بعضهما البعض في تجاوز الصعوبات والإضطرابات في منطقتنا، وأنا متأكد بأننا سنفعل ذلك مجدداً معاً.

يعود إلينا جميعاً أن نجعل هذه بداية جديدة مليئة بالأمل وواعدة للبنان وأنا متأكد بأنها ستكون حاسمة لمستقبل أفضل للبنان والإتحاد الأوروبي، ويمكنكم الإعتماد علينا وعلى أورسولا وعلى الجيران.

الرئيس ميقاتي: همّنا الأساسي الإبقاء على هيكل هذه الدولة ومنع حصول أي تصدّع إضافي

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السرايا اليوم، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا رياشي، الصناعة جورج بوشكيان، الإتصالات جوني القرم، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس أبيض، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، البيئة ناصر ياسين، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن. الأشغال العامة والنقل علي حمية والإقتصاد أمين سلام.

كما شارك المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.

المقررات

في ختام الجلسة أذاع وزير الإعلام زياد مكاري المقررات فقال: في بداية جلسة مجلس الوزراء تحدث رئيس الحكومة فقال: "كم جميل أن تلتقي كل الطوائف اللبنانية في زمن صوم واحد، نرتقي فيه جميعاً إلى قيم الخير والمحبة والتسامح. هذا هو لبنان، وكلنا مسؤولون عن هذه الصورة الحضارية وإعادة النهوض بالصيغة اللبنانية وعدم السماح بإضعافها. وإن شاء الله سننجح باستمرار في هذا الموضوع".

أضاف: نشهد حالياً تحركاً لكتلة الإعتدال و"اللجنة الخماسية"، وبمثل ما نقدّر اهتمام اللجنة الخماسية من السفراء وأصدقاء لبنان بالحرص على إنجاز الإستحقاق الدستوري وبإنتخاب رئيس للجمهورية، فإني أؤكد باسمي وباسم مجلس الوزراء وجوب الإسراع بإستكمال عقد المؤسسات الدستورية. المسؤولية الأولى والأساسية في هذا الإستحقاق تبقى علينا نحن اللبنانيين ولا يجوز أن تعيق الخلافات الداخلية أولوية العمل على اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس جديد للبنان.

وأعلن دولة الرئيس: بالأمس تابعت أحدهم يتحدث عن قانون هيكلة المصارف والقوانين الإصلاحية، فأجاب أن الموضوع سهل عملياً ولكن صعوبته هي في السياسة.

الأزمة السياسية هي التي  تنعكس سلباً على الإقتصاد والإستقرار الإقتصادي والإجتماعي المطلوب. ونحن في الحكومة همّنا الأساسي الإبقاء على هيكل هذه الدولة ومنع حصول أي تصدّع إضافي في بنيته الى أن يتحقق الوفاق السياسي الذي يتيح إجراء الإصلاحات المناسبة. نحن على استعداد للقيام بالإصلاحات المطلوبة، ولكن المشكلة أن هناك تيارات سياسية عدة في البلد، منها من يريد انهيار الدولة بشكل كلي، وبعضها ربما يسعى للمساعدة في إعادة بناء الدولة والبعض الآخر يسعى للحفاظ على الدولة ومؤسساتها.

وقال: "انشغالاتنا الداخلية، لا تنسينا أهوال الحرب على غزة والإعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وسقوط الشهداء و تدمير البلدات  والمنازل وحرق المحاصيل وتهجير الأهالي. وسنظل نعمل للإتفاق على هدنة وإيقاف حرب التدمير والإبادة وعودة أبناء الجنوب الى بلداتهم وقراهم رغم كل ما يحصل. وإننا على ثقة بأن الهدنة التي يجري العمل عليها في غزة ورغم نبرة التهديدات العالية التي تطلقها إسرائيل، ستشمل دول المنطقة ونشهد استقراراً طويل الأمد".

وأضاف: وحدتنا هي بقوتنا. ودعوتي للقيادات والمرجعيات و الكتل والأحزاب، لأن تتبصّر بما كان عليه لبنان من ازدهار وتقدّم ، وما نحن عليه اليوم، وأن نضع أيادينا معاً لإنقاذ بلدنا والإرتقاء به من جديد، رغم كل الظروف والتحديات التي تواجهنا.

وتابع وزير الإعلام: في خلال الجلسة، ولدى طرح البند المتعلق بطلب وزارة المالية البت في الخلاف الحاصل في المجلس الأعلى للجمارك بشأن تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي أجريت للتطويع لصالح الضابطة الجمركية، تحدث رئيس الحكومة فقال: "لا أسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الأعلى للجمارك الى مستوى الوزراء. كما لا أسمح باستغلال هذا الموضوع من أي طرف كان أو أي تيار سياسي بلغة شعبوية سعياً لتحقيق مكاسب وتسجيل النقاط.

إنني الأحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنية، وتجنّباً لحصول أي خلاف على أي مستوى داخل مجلس الوزراء، خاصة أن الموضوع له خلفيات طائفية، طلبت المزيد من الدرس مع التأكيد على قرار مجلس الوزراء السابق. وأدعو الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيداً عن الإستغلال الطائفي البغيض".

أسئلة وأجوبة

ورداً على سؤال عن اتهام النائب جبران باسيل الوزراء المسيحيين ووزراء حزب الله وحركة أمل بضرب الأعراف في حكومة غير الشرعية في حال أقر ملف الخفراء في الجمارك، أجاب مكاري: عندما تكون الحكومة غير شرعية وإذا كان يراها باسيل كذلك، فعليه ألا يرسل بنوداً خاصة بوزرائه لكي يقرها مجلس الوزراء. يستطيع أن يشارك فيكون  ذلك أفضل في ظل هذه الظروف وعلى "التيار الوطني الحر" أن يشارك في الحكومة، لأن عدم المشاركة قلة مسؤولية".

ورداً على سؤال عن الطوابع المالية قال: كلف مجلس الوزراء وزير المالية بإعداد دراسة حول هذا الموضوع.

وزير الزراعة

وتحدث وزير الزراعة عباس الحاج حسن فقال: "وضعت مجلس الوزراء اليوم في آخر الإحصاءات التي نقوم بها كوزارة زراعة في ما خص الإعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وعلى كل لبنان، أكان على صعيد الثروة الحرجية والنباتية والحيوانية. كما وضعت المجلس في مسألة الأمن الغذائي وتحديداً من بوابة القمح وتخزين القمح، وأتحدث عن الشق المختص بوزارة الزراعة. كانت لي زيارة الى الأردن وشاهدت كيفية تخزين القمح أفقياً، هذه العملية وضعتها أمام مجلس الوزراء حتى يصار الى أخذ رأي والبت بها لأنها غير مكلفة ونحتاجها لتخزين محاصيلنا الغذائية، وهنا أتحدث كوزارة زراعة بعيداً عن القمح المعد للطحين والمستورد الذي هو من اختصاص وزارتي الإقتصاد والأشغال العامة والنقل".

وأضاف: أعليت الصوت مجدداً في ما خص مأموري الأحراش، وقد مضت سبع سنوات ونحن ننتظر هذا الملف الأساسي والمركزي، لأن غاباتنا تتعرض للقطع الجائر، وكانت هناك جلسة مع دولة الرئيس ميقاتي الأسبوع الماضي في ما خص هذا الملف، لوضع آلية توائم بين حاجات الناس وحاجتنا الى غاباتنا وأشجارنا المثمرة وغير المثمرة. ولقد وضعت الحكومة في خطة وزارة الزراعة ليكون لدينا العام المقبل نحو 2 مليون غرسة من إنتاج مشاتلنا، وهذا الأمر يحتاج الى الدعم من الحكومة اللبنانية ووعدنا بهذا الأمر وهو على السكة الصحيحة.

ووضعت مجلس الوزراء في القرار الذي اتخذ في وزارة الزراعة في ما خص اللجنة الوطنية للفوسفور الأبيض، لأن العدو الإسرائيلي كما تعلمون يقصف أراضينا بالفوسفور الأبيض، ونحن مواكبة لهذا الأمر،  وحرصاً منا عليه تم إنشاء  لجنة من وزارة الزراعة ومعهد البحوث العلمية الزراعية وسائر  الوزارات والجيش اللبناني.

وأشار الوزير الحاج حسن الى الحاجة إلى التضامن الوطني والوحدة الوطنية في كل الملفات السياسية والإقتصادية والملف الزراعي.

وزير الأشغال

وتحدث وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية فقال: "أخيراً وبعد طول انتظار بالنسبة إلى نفق شكا الذي أصابه الإنهيار والذي تم اتخاذ قرار في العام 2019 لصيانته، وهذا لم يحصل نتيجة تدهور قيمة العملة الوطنية، لذلك، وبناء على ما تقرر في  مجلس الوزراء ستقوم وزارة الأشغال العامة والنقل بتمويل المشروع بالكامل من المبالغ المتوفرة لصيانة الطرق، وسنقوم بتحويل الأموال الى الهيئة العليا للإغاثة، وإن شاء الله تبدأ الأعمال الأسبوع المقبل لمعالجة الإنهيار في النفق.

أما بالنسبة الى مطار رفيق الحريري في بيروت فهناك تشويش على كامل الأجواء في شرق المتوسط ومن ضمنها الأجواء فوق مطار الرئيس رفيق الحريري في  بيروت، وتم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء بإرسال شكوى بشأن هذا الموضوع الى الأمم المتحدة. كما تم اليوم إقرار اعتماد مالي للجيش اللبناني لمؤازرة المديرية العامة للطيران المدني بالنسبة للمراقبين الجويين، وسيتم تزويد الملاحة الجوية بنحو 15 ضابطا من الجيش اللبناني وتم تأمين التمويل اللازم له.

كلاس

واعتبر وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس أنه يحتكم إلى ضميره ومسؤوليته الوطنية في مقاربة و معالجة أي قضية يتم طرحها، وأن مواقفه تأتي في نطاق احترام العيش التفاعلي الذي تتكامل معه قيم الجماعات.

وشدد كلاس على أهمية الشباب في دعم مستقبل الوطن، ودعاهم إلى الإنخراط في القطاعات الإدارية والعسكرية، لأن لبنان الغد هو لهم وهم مؤتمنون على الحفاظ على صورة الوطن و كيانيته.

الرئيس ميقاتي: جعل منطقتنا مكاناً للسلام يتطلب وقف العدوان الإسرائيلي وإلزام إسرائيل تطبيق القرارات الدولية

ألقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمة في "المنتدى العربي للتنمية المستدامة" بيت الأمم المتحدة - الاسكوا، جاء فيها:

يسعدني أن أكون بينكم اليوم لمناسبة انعقاد "المنتدى العربي للتنمية المستدامة"، الذي يحمل هذا العام شعار "العمل من أجل الاستدامة والسلام".

ويسرني بداية أن أجدد اعتزازنا بأن يحتضن لبنان منظمة الإسكوا، وأحيي الدكتورة رولا دشتي الأمينة التنفيذيّة للإسكوا، على ما تبذله من جهود بناءة على رأس هذه اللجنة لدعم جهود التنمية في بلداننا عموماً ولبنان خصوصاً.

إن وجود الإسكوا في لبنان، كما سائر منظمات الأمم المتحدة، والتعاون القائم بينها وبين الحكومة اللبنانية ومختلف المؤسسات ذات الصلة، يؤكد مجدداً أن لبنان كان وسيبقى، بإذن الله، نموذجاً للديموقراطية والحرية والإنفتاح والإعتدال والعيش المشترَك وحوار الأديان والثقافات، وبالدرجة الأولى سيبقى منطلقاً للرؤى التنموية والخطط المستقبلية، مهما واجه من أزمات ومصاعب وحروب.

إن لبنان، لكونه جزءًا من هذه المنطقة، يقف أمام تحديات كبيرة، ولكننا واثقون من قدرتنا على الوقوف معاً وتحقيق التنمية المستدامة والسلام في المنطقة.


نحن نشجع كل الأطراف على التعاون والعمل المشترك، من أجل تحقيق هذه الأهداف النبيلة. فالتغييرات المصيرية التي تمر بها منطقتنا العربية هي خير دليل على إرتباط العدالة الإجتماعية بمفهوم التنمية المستدامة والمتوازنة، لأنه، إذا عجزت السياسات والبرامج الإنمائية عن إدماج قضايا ومتطلبات الشعوب المعيشية والثقافية والإنسانية، لا يمكن الحصول على تنمية عادلة ومستدامة. ومن هنا تأتي أيضاً أهمية موضوع توفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في تنمية القطاع الخاص، مما يعزز النمو المستدام والشامل للجميع ويلعب دوراً مباشراً في توفير فرص العمل التي نحن في حاجة ماسة إليها في منطقتنا.

إن عملنا معًا من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا الحالية والمستقبلية، ولنجعل من منطقتنا مكاناً للسلام والازدهار، يتطلب أولاً وبكل وضوح وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة، والإنطلاق نحو الخيار السلمي وإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرار1701، وكل القرارات المتعلقة بلبنان والإنسحاب من كل الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة.

هذا الواقع يشكل ضغطاً كبيراً على لبنان، ويقتضي رفع الصوت لمطالبة المجتمع الدولي بوقف ما يحصل وردع العدو الإسرائيلي، والعمل على توفير الحلول السلمية لمشكلات المنطقة، وأولها وأبرزها القضية الفلسطينية، التي لم تنطفئ شعلتها رغم كل ما تفعله إسرائيل لطمسها قتلاً وتدميراً وإبادة.

تقدّم لبنان في الأسبوع الماضي بالوثيقة النهائية لمسار التحوّل في النظام الغذائي الوطني لمركز الأمم المتحدة لتنسيق النظم الغذائية، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، وقد أنجز خلال فترة  قياسية. تشكل هذه الوثيقة رؤية حية ترسم مسار تحوّل النظم الغدائية في لبنان، وتشكل أرضية للتشبيك بين مختلف القطاعات المعنية، وهي أداة تنفيذية لأجندة التنمية المستدامة. وفي مسار موازي تقدمت النائب الدكتور عناية عز الدين باقتراح قانون الحق في الغذاء، الذي يرمي إلى ضمان وحماية حق الوصول إلى الغذاء، الذي يساهم في تحقيق العدالة الإجتماعية وتوفير فرص متساوية للجميع للوصول إلى الغذاء الكافي والصحي لجميع الأفراد من دون تمييز، كما يساهم في وضع أسس تشريعية لتسريع تنفيذ أجندة التنمية المستدامة.

ختاماً أقول، أشكركم جميعاً على حضوركم، وأتمنى لإجتماعكم كل النجاح والتوفيق، وللضيوف الكرام طيب الإقامة في لبنان، والسلام عليكم.

7 الصور
إطبع


الرئيس ميقاتي رعى افتتاح مصنع تجميع وإنتاج الأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية في الفنار
الخميس، ١١ تموز، ٢٠٢٤

رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حفل افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة الكترونية، في الجامعة اللبنانية - مجمع بيار الجميل - الفنار، بدعوة من رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران وفي حضور وزراء: الصناعة جورج بوشيكيان، التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري والشباب والرياضة جورج كلاس، ممثل رئيس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية الدكتور طلال أبو غزالة برهان الأشقر، مديرة المصنع الدكتورة منال خاطر ونواب حاليين وسابقين وشخصيات صناعية واقتصادية وأكاديمية وحشد من أساتذة الجامعة وموظفيها والطلاب. وقد قدمت الحفل الإعلامية ربى حمية.

بدران

افتتاحاً النشيد الوطني فنشيد الجامعة اللبنانية، ثم ألقى بدران كلمة قال فيها: "يسعدني أن نلتقي اليوم لمناسبة حدث استثنائي في تاريخ الجامعة. ما ندشن الآن يتجاوز مجرد الإنطلاق بتعاون ناجح مع مؤسسة ناجحة. نحن نفتتح عهداً جديدا تتحول فيه الجامعة اللبنانية إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة من خلال دخولها ميدان التصنيع بقوة وتصميم. ننطلق مرتكزين على قواعد واقعية تتمثل بثقتنا بإمكانات وكفاءات وكوادر الجامعة من أساتذة وباحثين وطلاب متفوقين".

أضاف: "إذا كان لنا أن نصف هذا اللقاء اليوم في مجمع بيار الجميل الجامعي، فإن حضوركم يشكل لقاءً وطنياً جامعاً بامتياز في جامعة الوطن "الجامعة اللبنانية". إنه يوم استثنائي يسجل في التاريخ المشرق للبنان وللجامعة اللبنانية، التي استعادت تألقها وحيويتها العلمية والأكاديمية بفضل هيئاتها الأكاديمية والإدارية، التي تتحمل في قلبها وعقلها قيم التضحية والوفاء، والتي حافظت على المراكز ال 68 الموزعة على مساحة الوطن بين كليات وفروع ومعاهد وشعب ومراكز".

وتابع: "مع هؤلاء، استطعنا أن نقود السفينة إلى بر الأمان رغم العواصف التي اعترضتنا، من جائحة كورونا إلى الإنهيار المالي الذي قلص موازنة الجامعة من 240 مليون دولار إلى أقل من عشرة ملايين، قبل أن تحصل على الموازنة الكاملة هذا العام، إضافة إلى هجرة بعض الكفاءات التي نأمل أن نستعيدها في أقرب وقت. هذا العبور الآمن، ما كان ليتم لولا دعمكم دولة الرئيس، وحرصكم وإيمانكم بأهمية الجامعة اللبنانية وثقتكم بدورها الوطني الرائد. وأشير بالمناسبة إلى العديد من الإنجازات التي حققتها حكومات الرئيس ميقاتي منذ السلسلة الشهيرة عام 2011، مروراً بتفرّغ 1213 أستاذاً عام 2014 والتي دفعت بالعديد من الأساتذة لترك الجامعات التي عملوا بها في الخارج، وعادوا إلى رحاب جامعتهم الأم وصولاً إلى اليوم، مع الملاك والدعم المالي للجامعة ولصندوق تعاضد أساتذتها وغير ذلك الكثير، ونحن نأمل الكثير منه بعد".

وقال: "هذا الدعم الذي تتشاركونه مع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري. فشكراً من القلب، والشكر موصول لمن يجب أن نناديه بـ"صديق الجامعة" معالي وزير التربية، الشريك في كل إنجازاتها والميسّر لكل طلباتها واحتياجاتها. هذه الحاضنة الإستثنائية للجامعة اللبنانية، إضافة إلى الجهود والتضحيات المخلصة لكل العاملين على اختلاف مسمياتهم، أوصلتها إلى أن تكون اليوم بحسب تصنيفات QS العالمية للعام 2025: الأولى في السمعة الأكاديمية في لبنان، والأولى في السمعة المهنية لخريجيها في لبنان. وقد تقدمت خلال السنوات الثلاث الماضية 200 نقطة على الكثير من الجامعات العالمية الراقية، وحتى على جامعات العدو الإسرائيلي".

وأردف: "لأن نشيد الجامعة يبدأ بعبارة "إلى العلا دعوتنا..."، ولأننا مصرون على التطور والتقدم والتميز، نعلن اليوم أننا الجامعة الأولى في المنطقة التي تدخل في مجال الصناعات الإلكترونية، وتفتح مصنعها الخاص داخل الحرم الجامعي، والفضل في هذا المشروع يعود إلى أحد أبرز الشخصيات العالمية في مجالات التنمية الإقتصادية، وصاحب الحس التاريخي والرؤية المستقبلية لنهضة المنطقة العربية، في سياق عالم ناشئ قائم على المعرفة. إنه الفلسطيني، العربي، اللبناني الدكتور طلال أبو غزالة، الحاضر بيننا اليوم، وهو القائل "أنا مكتوب عليّ، صنع في لبنان". واليوم، ومع سعادة الدكتور أبو غزالة نطلق مشروعنا المشترك "صنع في الجامعة اللبنانية".

وتابع: "نعم معالي وزير الصناعة الأستاذ جورج بوشكيان، صنع في الجامعة اللبنانية أصبح حقيقة، بفضل ما قدّمتموه من تسهيلات لكي نصل إلى هذا اليوم، فشكراً أيضاً من القلب، والشكر موصول للهيئات القضائية التي سهّلت تطويع النصوص القانونية لجعل هذه الشراكة ممكنة قانونياً".

وأكد بدران "أن إعلان الخطة الإستراتيجية 2024 – 2028 التي تتضمن التحول إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة، أصبح واقعاً مع تعزيز المراكز الصحية والعيادات والفحوصات المخبرية وطبابة الأسنان، وصولاً إلى افتتاح مصنع الإلكترونيات اليوم"، وقال: "صحيح أن الجامعة في هذه الخطة تعمل على تنويع مصادر موازنتها، لكننا اليوم وفي افتتاح هذا المصنع لا نقف عند حدود المردود المالي. ما يحصل اليوم هو أهم بكثير، فنحن نقوم بنقل التكنولوجيا، ونعزز المهارات المهنية والبحثية لطلابنا ونشجع الإبتكار".

وختم: "يقول أبو الطيب المتنبي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم". إن نجاحنا اليوم ما كان ليصل إلى خواتيمه السعيدة دون دعم رجل العزم دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ودون مكرمة مجلس الوزراء مجتمعاً، وأخص هنا معالي وزير التربية القاضي عباس الحلبي، ودائماً وأبداً بدعم ونباهة دولة الرئيس نبيه بري، وجميع الغيورين على جامعة الوطن. فالنجاح لا يتحقق بالأمنيات، بل الإرادة هي من تصنع المعجزات، والإبداع ليس مصادفة، بل هو ثمرة الإلتزام بالتميز والتخطيط السليم والجهود المركزة. إن هذا النجاح هو عربون وفاء لأهل الجامعة اللبنانية بثالوثها المقدس: أساتذة، موظفين وطلاب. عهدنا إليكم أن تكون هذه المحطة المضيئة البداية في رحلة التطوير والتألق بجامعتنا إلى العلا. أخيراً أود أن أشكر كل الجنود المجهولين الذين عملوا على إنجاز هذا المشروع وأعدكم، دولة الرئيس أن تكون الجامعة اللبنانية أول مؤسسة عامة تبدأ عملية التحول الرقمي الكامل في القريب العاجل، لأننا ننشد العلا".

أبو غزالة

واعتذر الأشقر عن عدم حضور الدكتور أبوغزالة "بسبب تعرضه لحادثة، وهو الآن يخضع للعلاج في المستشفى وحالته جيدة. وندعو الله له بالشفاء العاجل، وأن يكون بين أهله في لبنان في أقرب وقت إن شاء الله".

وقال: "كم كان يتمنى أن يكون بيننا اليوم في هذا الحدث الكبير وهذا الجمع العظيم، لينقل لكم رسائل فخر واعتزاز كان يودّ سعادته الحديث عنها في كلمته اليوم، التي أوجزها في عبارات موسومة بالشكر والعرفان للبنان، هذا البلد الذي احتضنه لاجئاً عام 1948 وهو في العاشرة من عمره في جنوب لبنان في بلدة الغازية التي يعتبرها عاصمة العالم. ويسأل الله أن يساعده على رد الجميل".

وألقى الأشقر كلمة أبو غزالة، مستهلاً بالقول: "أقدم نفسي لكم مواطناً عربياً صنع في لبنان"، فشكراّ لبنان لاستضافتي وتعليمي وتثقيفي وبنائي. لقد انطلقت منه الى العالم، وأعود اليوم دون انقطاع بعد نصف قرن لأعلن عن إقامة مصنع الأجهزة الالكترونية ... الكومبيوتر والتابليت والهاتف الذكي".

أضاف: "هذا المصنع هو شراكة مع لبنان ممثلاً بالجامعة اللبنانية، وأقدم هذا المصنع وتمويله هدية الى لبنان الحبيب بهدف التعبير عن فضل لبنان الذي صنعني".

بوشكيان

وعبّر وزير الصناعة عن "فخره وسعادته بالمشاركة في افتتاح أوّل مصنع تجميع وإنتاج للأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية، في مبادرة جريئة وخطوة طموحة ورؤية مستقبلية وواعدة، تصبّ في تحقيق التكامل الحقيقي والشراكة الفعليّة بين حلقة الانتاج والتعليم الأكاديمي والطلاب والقطاع الخاص".

وقال: "هذا المشروع فريد في الجامعات اللبنانية التي لم تصل بعد إلى هذه المرحلة من استخدام مختبراتها وقدرات جسمها البشري، سواء الأساتذة أو الطلاب، لتشغيل مصنع مجهّز بالكامل للتصميم وإنتاج الأجهزة الإلكترونية المطلوبة بقوّة في الأسواق المحلية والخارجية".

وتابع: "تأسّس هذا المصنع نتيجة تعاون وتكافل بين الجامعة اللبنانية التي قدّمت المكان والمختبرات واليد العاملة التي هي في الحقيقة طلابها بإشراف الدكاترة، وبين مجموعة طلال أبو غزالة العالمية".

أضاف: "هنيئاً للبنان بهذا الإنجاز الكبير الذي سيموّل ذاته بذاته ويحقّق الأرباح، ويرفع اسم الجامعة عالياً، كما يعلي شأن مجموعة أبو غزالة ويضيء مسيرتها وإنجازاتها أكثر فأكثر".

وأردف: "إذا عدنا بالتاريخ بعض الشيء الى مرحلة تأسيس الجامعة اللبنانية والى انطلاقة الدكتور أبو غزالة، فنرى أنّهما يتشاركان التصميم ذاته والإرادة الصلبة والثبات الحقّ في جعل الجامعة والمجموعة ركنين أساسيّين ملهِمَين للنهضة والنمو والتقدّم والإزدهار والعلم والرفاهية والإبداع والإبتكار".

وقال: "لمّا اطّلعت على المشروع، عرضت المساعدة كوزير للصناعة، وعملت على قوننة المصنع، ورحّبت جدّا وهنّأت أصحابَه على الفكرة الإبداعية. ولقد عملنا معاً، ودفعنا باتّجاه تحقيق هذا المصنع الرائد الذي يعزّز التكنولوجيا والصناعات الإلكترونية الحديثة والمتطوّرة في لبنان، والتي تنساب بسهولة في الأسواق، وتلبّي المعايير الأكثر تطلّباً من حيث الجودة ومحاكاة التقنيات بخبرات ومهارات عالية".

وأشار إلى أن "المشروع سوف يتماشى مع تسجيل الحكومة برعاية الرئيس ميقاتي إنجازَ تحويل المعاملات الإدارية الورقية الى إلكترونية، وذلك باعتماد الـ e-government، بعد جهود استمرت منذ العام ٢٠٠٢ على هذا الصعيد".

الحلبي

من جهته، قال وزير التربية: "لا أبالغ إذا قلت إن هذا اليوم هو تاريخي في الجامعة اللبنانية. اليوم هو بالتأكيد ليس عادياً، فكيف لا وهو ينقل الجامعة إلى مرحلة جديدة ويحوّلها إلى مؤسسة جامعية منتجة ويرفع من جودتها الأكاديمية والعلمية ويضعها في مصاف الجامعات التي تجمع بين العلم والتكنولوجيا. وفي هذه المناسبة التي أعتبرها مجيدة مع افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة الكترونية بدعم من مؤسسة طلال أبو غزالة للتقنية، وبرعاية مباشرة من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، فالدكتور طلال، وقد منحته في الأمس الجامعة اللبنانية الدكتوراه الفخرية، هو يؤكد في كل مناسبة حبه للبنان، واليوم انطلاقاً من الدور الذي يضطلع به ومشروعه الدائم للنهوض عربياً، فإننا ننتقل بجامعتنا إلى الانتاج مع بدء وصول الأجهزة وقطع الغيار والآلات ولننطلق بثبات نحو آفاق جديدة".


أضاف: "في هذه المناسبة لا نكتفي بتقديم الشكر لطلال أبو غزالة، فهو الرجل صاحب الرسالة الإنسانية الذي يعطي ويمنح، ويحمل على كتفيه همّ النهوض وتطوير المجتمعات العربية ونقلها إلى مصاف الحداثة ومواكبة التكنولوجيا الرقمية في العالم، وهو الذي منح جامعتنا الوطنية وسام التصنيع الإلكتروني وإنتاج الأجهزة الذي نحتفل بافتتاح مصنعه هنا في مجمع بيار الجميل الجامعي في الفنار، هذا الصرح الأكاديمي الذي بات عريقاً بين المجمعات الجامعية، إيماناً منه بالجامعة وبكفاءاتها وجودتها الأكاديمية، وهي ستكون على قدر الثقة بتأكيد قدرتها على طرق أبواب العالمية".

وتابع: "قبل سنة بالتمام والكمال وُقعت الإتفاقية مع المؤسسة التي وفت بتأمين كل المستلزمات المطلوبة لافتتاح هذا المصنع، الذي نعوّل عليه ليس لتعزيز دور الجامعة فحسب، بل لكل لبنان ولشبابه ولخريجيه. وكنا احتفلنا في الإدارة المركزية للجامعة للتأكيد على انطلاق المشروع والتصميم على إنجازه، ولتسجيل انحيازنا إلى جامعتنا الوطنية التي تحتضن عشرات آلاف طالبات وطلاب لبنان والعالم العربي. وبدءاً من اليوم نستطيع القول أن الجامعة ستكون مؤسسة منتجة، وتتخطى كل الصعاب والظروف المعقدة في بلادنا، إذ أننا نحتفل ونمنح شعلة أمل للبنان في ظل الأوضاع الصعبة والإنقسامات والخلافات السياسية والفراغ الرئاسي، والأهم أننا نرفع بهذا المصنع عنوان التحدي والصمود في وجه الاعتداءات الإسرائيلية ضد أهلنا في الجنوب، والتي طالت المدارس والمؤسسات التعليمية وهجّرت التلامذة والأهالي من قراهم".

وقال: "إن افتتاح هذا المصنع سيعطي دفعاً للجامعة اللبنانية التي صمدت بهمة أهلها ورئيسها الدكتور بسام بدران، وأحييه على العمل الذي أنجزه خلال سنتين ونصف من توليه الرئاسة، وهو الذي غيّر صورتها ونقلها إلى مستوى متقدم، والذي يعمل بالتنسيق معنا في غياب مجلس الجامعة على إعادة رفع مستوى الجامعة وتعزيز وظيفتها الأكاديمية والبحثية، فيأتي هذا المصنع ليضاف الى مختبرات الجامعة وهيئتها التعليمية وأهلها، والتي أثبتت قدرتها على مواكبة كل جديد. وها نحن في هذا المجمع الذي يحتضن مصنع  إنتاج الأجهزة الإلكترونية من شركة طلال أبو غزالة، سيوفّر فرصاً للتدريب التقني العملي لطلاب الجامعة وغيرهم، مع دمغته "صنع في لبنان" والدكتور طلال يقول إنه صنع في لبنان".


وأكد الحلبي "أن افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة إلكترونية في الجامعة بدعم من شركة طلال أبو غزالة للتقنية، سيعطي الجامعة اللبنانية صفة جديدة هي الإنتاجية التي تضاف إلى وظيفتها الأكاديمية، وهو يؤسس لمسار نعمل عليه لاستعادة رياديتها، بالتوازي مع الجهود التي تُبذل للحصول على أنظمة الاعتماد العالمية، لتعزز فرص طلابها وخريجيها في أسواق العمل. وأستطيع أن أؤكد، بعد نحو ثلاث سنوات من تولي مسؤوليتي في التربية، أن الجامعة كانت ولا تزال في صلب اهتماماتي، وشكلت أولوية مطلقة في خططنا بالتوازي مع النقلة التي أحدثناها في التعليم العالي. وأجزم بأن تطوير الجامعة وتعزيز صمودها الذي عملنا عليه مع رئيسها، كان للهيئة التعليمية وأهل الجامعة بكل فئاتها ومكوناتها دور أساسي في عودتها الى النهوض، رغم أن هناك العديد من الملفات التي تحتاج الى متابعة وإقرار وأبرزها ملف التفرغ الذي نعمل على تذليل تعقيداته لنتمكن من رفعه الى مجلس الوزراء لإقراره وكذلك ملف العمداء".

وذكر أنه "قبل سنة ومن على منبر الإدارة المركزية للجامعة، قلت إن الجامعة تفتح صفحة جديدة، شاءت الأقدار أن تكون مبادرة مجموعة طلال أبو غزالة فاتحتها، لكنها ترتكز على إنجازات حققتها متحدية الظروف الصعبة. واليوم مع هذا المصنع وفي ظل سنة جامعية طبيعية لم تشهد أي إضرابات، نستمر في تعهدنا بحماية الجامعة وفتح صفحات من الإصلاح والتطوير لترسيخ موقعها في التعليم العالي كجامعة أكاديمية للبحث العلمي".


وختم الحلبي "بالتحية والشكر للصديق طلال أبو غزالة ودوره الوطني والعربي ومؤسسته النهضوية"، وقال: "أشد على أياديكم كما أشكر صاحب الرعاية دولة الرئيس على حضوره ودعمه المتواصل للجامعة وللتربية والتحية الكبرى للجامعة اللبنانية وأهلها".

ميقاتي

ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة جاء فيها: "المناسبة إستثنائية وفي ظروف إستثنائية نلتقي للإعلان عن افتتاح مصنع للإلكترونيات في جامعتنا الوطنية، إنها حقا خطوة رائعة، تترافق مع الجهود التي قامت بها الجامعة اللبنانية خلال فترة قصيرة، أعادت لها بريقها وموقعها العلمي والمهني المتميز داخلياً وخارجياً".

أضاف: "اليوم يعلن القيّمون على هذه الجامعة والعاملون فيها على اختلاف مسمياتهم، عن سعيهم لتحقيق التمايز في الصناعات التكنولوجية والبحث العلمي، ذلك أن مصنعاً للإلكترونيات في حرم الجامعة سيتحول إلى مكان للإبداع والإبتكار إضافة إلى عملية الإنتاج، وسيكون له تأثير إيجابي على المجتمع الجامعي والصناعات الوطنية".

وتابع: "بكل فخر وإعتزاز نتشارك اليوم حفل افتتاح هذا المصنع في "مجمع بيار الجميل الجامعي"، وهذه المبادرة تشكل تحولا كبيرا في مسيرة الجامعة اللبنانية، التي تخطو بثبات نحو تعزيز الإبتكار وتفتح آفاقاً واعدة للأجيال الشابة، عبر ربط التعليم بالخبرات التقنية العالمية ودعم الصناعة المحلية العالية الجودة، لتنافس مثيلاتها المستوردة، على يد خبراء وأساتذة وطلاب من داخل الجامعة".

وأعلن "أن افتتاح هذا المصنع، يأتي ثمرة تعاون مشترك بين الجامعة اللبنانية ومجموعة طلال أبو غزالة الدولية بشخص رئيسها الدكتور طلال أبو غزالة، الذي كنا ننتظر أن يكون معنا اليوم وتغيب بسبب وعكة صحية تعرض لها ونتمنى له الشفاء العاجل، نرحب به بيننا ونوجه له تحية تقدير، وهو المؤمن بقدرة الشباب في الوطن العربي وفي لبنان على اكتساب المعارف التكنولوجية وتطويرها على أرض الواقع، إضافة إلى تبني تصاميم الأساتذه والخريجين ومنحهم براءات اختراع ووضعها ضمن خطوط الإنتاج".

واستطرد ميقاتي: "إن جامعتنا اللبنانية التي نعتز اليوم بوجودنا في صرحها العلمي للتشارك في إطلاق هذه البادرة الطيبة والمقدرة، لها عندنا مقام الصدارة والتقدير لإنجازاتها العلمية المعتبرة عالمياً، وذات التصنيف الإعتمادي الدولي. وهي المقام الذي تلتقي فيه أجيالنا البانية للمستقبل، والواعدة بالكثير من الخير والأمل بعزم وإرادة وزخم وطني."

وقال: "هنا شباب يناضلون بالعلم والبحث والتخصص، وفي كل لبنان شابات وشباب، هم أبناء مجد الوطن الذي نؤمن بأنه سيكون أصلب وسيبقى دائماً أقوى، بتفاعل أبنائه ووحدتهم وحبهم للكرامة والحرية. أقول إن الجامعة اللبنانية، بتوجيه ومتابعة حثيثة من معالي الوزير عباس الحلبي، وأوجه تحية خاصة الى رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران، والى أساتذة الجامعة بشخص الدكتور أنطوان شربل، وأؤكد أن الجامعة بما لديها من كفاءات وخبرات علمية وبحثية وإدارية، تثبت أنها تمتلك نظاماً بيئياً مناسباً للإبتكار، وهذا ما سيشجع المستثمرين على التعاون مع الجامعة في مشاريع مماثلة".

وتابع: "وقبل الختام، لا بد لي من أن أشير الى أمر حيوي يهم جميع المواطنين، وأخذ حيزاً من النقاش في اليومين الماضيين. من على هذا المنبر أشكر رئيس الوزراء العراقي، الذي لم يتردد نتيجة اتصالي معه بالأمس، من أن يوعز باستمرار تزويد لبنان بالفيول العراقي. وهذه وقفة أخرى تجاه لبنان. وقد تواعدنا على لقاء قريب بإذن الله في بغداد بعد انتهاء مراسم عاشوراء، لمتابعة هذا الموضوع وللعمل من أجل المزيد من التعاون. شكراً للعراق ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة".

وختم مهنئاً مجدداً "جميع الذين عملوا على إتمام هذا المشروع الذي نحتفل بإطلاقه اليوم وليكن حافزاً للمزيد من العطاء. وسيبقى هذا اليوم محطة مميزة في ذاكرة الجامعة اللبنانية".

وفي الختام، تم تقديم أول إنتاج للمصنع إلى الرئيس ميقاتي، وجرى افتتاح المصنع حيث جال الحضور في أقسامه وأقيم كوكتيل للمناسبة.

المزيد من الفيديو
كلمة الرئيس ميقاتي في إفتتاح مصنع تجميع وإنتاج الأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية